سري أبو المنى

يشهد العالم ثورة تكنولوجية تقودها الصين، تتجلّى في إنجازات نوعية بمجالات الذكاء الاصطناعي واستكشاف الفضاء والمركبات الكهربائية والطاقة المتجددة، ما يشير إلى تحوّل في قيادة الصناعة العالمية.

إبادة المهاجرين ليست استثناءً من السياسة الأوروبية، بل تعبّر عن وجهها الإمبريالي الأعمق، حيث تتحوّل الحدود إلى أدوات قتل وانضباط طبقي وعنصري. لم تَعُد الهجرة مسألة أخلاقية أو إنسانية فقط، بل باتت تمثّل التناقض الجوهري بين المركز والطرف في النظام الرأسمالي العالمي.

استغلّت تل أبيب لحظات التفاوض لخنق طهران باغتيالات وهجمات، بدعم غربي وتواطؤ استخباراتي. تاريخٌ من التدخلات والغزو والعقوبات لم يؤدِّ إلا لتعزيز تشبّث إيران بسيادتها النووية.

مراجعة لكتاب عزرا كلاين وديريك تومسون «الوفرة»، الذي يجادل بأن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في الولايات المتحدة الأميركية لا تنبع من انعدام المساواة أو تفكّك نظام الرفاه، بل من قصورٍ في الإنتاج الفعلي للسلع والخدمات الأساسية نتيجة قيود تنظيمية وبيروقراطية تعيق السوق. غير أن هذا الطرح، على الرغم من جاذبيته التقنية، يثير تساؤلات عميقة بشأن فهمه أسباب التراجع الأميركي.

بين الرسوم الجمركية، وتقليص الدولة، وجمود الكونغرس، لا يبدو أن ترامب يُحدث تحولاً جوهرياً، بل يضخّم ملامح مألوفة في السياسات الجمهورية منذ عقود. في النهاية، قد لا يكون ترامب هو القصة الحقيقية، بل الغياب العميق لصوت يساري قادر على تمثيل الطبقة العاملة.

مراجعة لكتاب لالي خليلي «الرأسمالية الاستخراجية» الذي يستعرض دور الصناعات الاستخراجية كالبترول والتعدين في إثراء الشركات والحكومات، وإسهامه في تعميق اللامساواة واستغلال العمّال وإلحاق الضرر بالبيئة. وعلى الرغم من قصره، يشكّل الكتاب نقداً قوياً لنهب الموارد وآثاره العميقة الممتدة.

مراجعة لكتاب جاثان سادوفسكي « الميكانيكي واللاضي» الذي يدعو فيه إلى نقد جذري للتكنولوجيا يكشف ارتباطها العميق بالرأسمالية، ويرفض التجميل الأخلاقي الذي تروّج له الشركات. باختصار الكتاب هو دعوة لإعادة التفكير في التكنولوجيا كأداة استغلال لا كمشكلة تقنية فقط.

تصاعدت التحذيرات من ركود اقتصادي عالمي مع إعلان ترامب فرض تعريفات جمركية شاملة في ظل توجه إدارة ترامب نحو إعادة رسم قواعد اللعبة الاقتصادية العالمية لمصلحة تحالفها الأوليغارشي.

لا يمكن ببساطة التراجع عن العولمة بجرة قلم. يتطلّب تفكيكها أكثر بكثير من فرض تعريفات جمركية، إذ يستلزم منظومة من ضوابط رأس المال وهي إجراءات من شأنها أن تُشكّل تحدياً أكثر جدّية للشرائح المهيمنة من رأس المال.

يسعى ترامب لإعادة بناء القاعدة الصناعية الأميركية عبر إجراءات حمائية قد تبدو فعّالة نظرياً، لكنها في الواقع تسرّع تفكك الهيمنة الاقتصادية الأميركية، وتغرق الأسواق المالية في دوامة اضطرابات عميقة.

يشهد الاقتصاد الأوروبي تحولاً جذرياً نحو إعادة التسلح مع تزايد النزعة العسكرية، خصوصاً بعد تراجع الدور الأميركي في الدفاع عن أوروبا. وتدعو النخب السياسية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي على حساب دولة الرفاه، معتبرةً ذلك ضرورة استراتيجية وفرصة اقتصادية. 

لم يكن الاقتصاد السوري اشتراكياً كما يشاع، بل تسيطر عليه رأسمالية المحسوبيات. ومقارنة سوريا بسنغافورة والسعودية غير واقعية، ولا يوجد حل للنهوض بالاقتصاد السوري والارتقاء بالمجتمع من دون دعم الإنتاج المحلي، وفرض رسوم لحماية الصناعات، واستثمارات حكومية مدروسة.