Preview north israel

نزوح ودمار وحرائق وخسائر في الدخل
مستوطنات الشمال تحت نيران المقاومة

«الذعر من توسّع الحرب في الشمال كبير في إسرائيل» بحسب موقع «والا» العبري، والسبب هو حجم الأضرار البشرية والمادية والاقتصادية المُسجّلة حتى الآن، والتي لم تشهدها إسرائيل يوماً في تاريخها القصير. 

في خلال الأشهر العشرة الأولى من الحرب، أطلق حزب الله أكثر من 6,500 صاروخاً على المستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلّة. تتعرّض المستوطنات الواقعة على طول خط النار لقصف مستمرّ منذ أكثر من 10 أشهر، علماً أن حدّة القصف تصاعدت تدريجياً من 344 صاروخاً في الأشهر الأولى من الحرب وصولاً إلى إطلاق نحو 1,091 صاروخاً في تموز/يوليو الماضي. وترجّح المصادر الأمنية الإسرائيلية أن «تستمرّ هذه الوتيرة بالارتفاع، وأن لا تكون نهايتها قريبة». 

Previewnorth israel damages

أسفرت هذه الصواريخ عن مقتل 44 فرداً من ضمنهم 19 عسكرياً حتى منتصف آب/أغسطس الحالي بحسب بيانات مقرّ المعلومات الوطني الإسرائيلي التابع لمكتب رئيس الوزراء، فضلاً عن إصابة 271 آخرين من ضمنهم 141 عسكرياً. ومن ضمن هذه الإصابات ثمّة 38 إصابة خطيرة. حتى الآن لم يصدر أي تقرير رسمي عن الآثار النفسية للحرب على المستوطنين والعسكريين، ولكن  قد يتضح الكثير منها بعد سنوات من الآن. 

لا تنحصر الأضرار هنا. فبحسب تقرير بعنوان «ذات يوم كان يوجد شمال هنا» نشره موقع والا «العبري» تم إخلاء 62,480 مستوطناً من شمال فلسطين المحتلّة بحلول منتصف آب/أغسطس الحالي، من ضمنهم 16,855 يقيمون حالياً في فنادق، و45,562 لدى مستوطنين آخرين في مستوطنات بعيدة من الشمال، بالإضافة إلى 63 مستوطناً نازحاً يعيشون في مساكن مستأجرة على حسابهم. يشكّل القاصرون نحو 25.2% من مجمل النازحين. 

ووفقاً لسلطة الضرائب الإسرائيلية، قدِّم حتى الآن نحو 4,378 طلباً للتعويض عن الأضرار التي لحقت بالمباني والأراضي الواقعة في المستوطنات الشمالية. علماً أن الأضرار الأفدح تظهر في المستوطنات المجاورة للحدود مع لبنان مثل المطلة والمنارة وهانيتا وكريات شمونة. وتتوقّع سلطة الضرائب تلقي آلاف الطلبات الأخرى بعد عودة السكان إلى منازلهم وتقييم الأضرار. وبالنسبة إلى الأضرار المقيّمة فإنه من غير الممكن البدء بالإصلاحات خوفاً من نيران حزب الله.

بالإضافة إلى التدمير المادي للمباني والمنشآت القائمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في المستوطنات الشمالية، أسفرت الصواريخ التي أطلقها حزب الله، أو انفجار الصواريخ التي تعترض مسيّراته، عن احتراق أكثر من 180 ألف دونم من الأراضي منذ بدء الحرب وحتى منتصف آب/أغسطس الماضي، وهو ما يوازي ثمانية أضعاف المساحات التي احترقت في الكرمل في الحريق الذي نشب فيها في العام 2010 واستمرّ 4 أيام متواصلة. وبحسب سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، فقد تم التعامل مع 790 حريقاً منذ بدء الحرب. 

تعتبر منطقة شمال فلسطين مهمّة بالنسبة إلى الاقتصاد الإسرائيلي، وخصوصاً في قطاعي الزراعة والسياحة. والواقع أن الحرب المستمرّة أسفرت عن إضرار بقيمة 1.150 مليار شيكل (311 مليون دولار) كخسائر مباشرة في الدخل، فضلاً عن 2,645 مليار شيكل (715 مليون دولار) كخسائر في الدخل في القطاعات المرتبطة بالسياحة. وقد دفعت سلطة الضرائب نحو 1,5 مليار شيكل (4 ملايين دولار) كتعويضات للشركات السياحية في الشمال. ولم يكن القطاع الزراعي بمنأى عن هذه الأضرار أيضاً. ففي نهاية أيار/مايو الماضي، صرّح رئيس منظمّة قطاع الأعمال أن الأضرار غير المباشرة التي لحقت بالمزارعين في الشمال تقدّر بنحو مليار شيكل (270 مليون دولار).

ألحقت الحرب ضرراً كبيراً في القطاع الزراعي نتيجة مغادرة معظم العمّال التايلانديين من إسرائيل ومنع الفلسطينيين من العمل في الاقتصاد الإسرائيلي، ما أدّى إلى نقص في اليد العاملة وبالتالي تضرّر النشاط الزراعي والري وعمليات وقاية النباتات ومكافحة الآفات، ما قد يسبّب أضراراً في جودة الفاكهة في المستقبل وانخفاض الإنتاج الزراعي. وإلى ذلك، احترق في المستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة أكثر من ألف دونم، تضم بساتين للأفوكادو والتفاح والمانغا والخوخ والمشمش والدراق والكيوي، فضلاً عن كروم العنب والزيتون. أما في الجولان فقد احترق نحو 100 دونم من القمح. 

وبالوصول إلى المراعي، تضرّر 30 مرعى منذ بداية الحرب، فيما أغلق 24 مرعى آخر لأسباب أمنية. ولحقت أضرار كبيرة بأقفاص الدجاج. والواقع أن 70% من الدجاج البيّاض موجود في الجليل والجولان، وينتج حوالي 1.6 مليار بيضة سنوياً، أي حوالي 73% من إجمالي الإنتاج المحلي. وفي المناطق التي تبعد حوالى 5 كيلومترات من الحدود اللبنانية، يوجد نحو 4.25 مليون دجاجة بياضة تنتج أكثر من مليار بيضة سنوياً، أي حوالي 50% من إجمالي الإنتاج المحلي.

أيضاً تشير أرقام وزارة الزراعة والأمن الغذائي إلى أن 100 مليون طن من الدجاج الصالح للطهي يتم إنتاجه سنوياً في الجليل والجولان. 

هذا ملخّص عن الأضرار الراهنة في شمال فلسطين المحتلّة. وبطبيعة الحال هذا تقرير حالة مؤقت كون الأضرار الإجمالية لم تحدّد بعد ولأن الحرب لم تنتهِ ولا يوجد أفق لنهايتها.