حصيلة أولية للعدوان الإسرائيلي على لبنان:
الأيام الأكثر دموية والمناطق الأكثر دماراً
أكثر من غارة كلّ ساعة
منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، شنّت إسرائيل 11,761 غارة على قرى وبلدات ومدن لبنانية مختلفة، بمعدّل 30 غارة يومياً، أو أكثر من غارة واحدة (1.2 غارة) كل ساعة.
ويعتبر شهر تشرين الأول/أكتوبر 2024 الأكثر عنفاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ونفّذت إسرائيل في خلال هذا الشهر 3,103 غارة على لبنان، وهو ما يشكّل أكثر من ربع الغارات (26.4%) التي تعرّض لها لبنان منذ بدء الحرب، وبمعدّل 4.17 غارة في كلّ ساعة.
يليه شهر أيلول/سبتمبر 2024، فقد شنّت إسرائيل في خلال نحو 2,104 غارة بمعدّل 2.8 غارة في كلّ ساعة، ومن ثمّ كانون الثاني/يناير 2024 الذي شنّت في خلاله إسرائيل نحو 1,098 غارة بمعدّل 1.14 غارة كل ساعة.
73.9% من الغارات والقصف في 3 أقضية
تركّز العدوان الإسرائيلي على القرى والبلدات في 3 أقضية في لبنان، وهي صور ومرجعيون وبنت جبيل التي تعرّضت لنحو 73.9% من الاعتداءات الإسرائيلية منذ بدء الحرب وحتى 8 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، وبمعدّل يتراوح بين 7.3 و8.2 غارة يومياً. وهذا ما يعطي تقديراً عن حجم الدمار الهائل في قرى وبلدات جنوب لبنان، ولا سيما تلك المحاذية للحدود مع فلسطين المحتّلة، وكذلك التدمير الذي أصاب البنية التحتية والقطاعات الاقتصادية ولا سيما الزراعة.
قبل تصعيد العدوان الإسرائيلي على لبنان في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، أحصى مجلس الجنوب 50,210 وحدة سكنية مدمّرة أو متضرّرة، علماً أن 46,619 وحدة موجودة في هذه الأقضية الثلاثة، وهو ما يشكّل نحو 92.9% من مجمل الوحدات السكنية المدمّرة أو المتضرّرة. ويضاف إلى ذلك 2,468 مؤسسة أو محلاً متضرّراً أو مدمّراً حتى منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، من ضمنها 2,176 مؤسسة في صور ومرجعيون وبنت جبيل (88.2%).
12,474 اعتداءً منذ بدء الحرب
شنّ الجيش الإسرائيلي 12,474 اعتداءً على لبنان منذ بدء الحرب في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بمعدّل 31.3 اعتداءً يومياً أو ما يساوي أكثر من اعتداء واحد في كلّ ساعة.
وفي حين شكّلت الغارات وعمليات القصف الجزء الأكبر من هذه الاعتداءات (93.3%)، تعمّدت إسرائيل أيضاً إلقاء ما لا يقل عن 332 قنبلة وقذيفة فوسفورية و6 قنابل عنقودية، وهي جميعها محرّم استخدامها على المدنيين أو على مقربة منهم. أيضاً استخدم الجيش الإسرائيلي أسلوباً جديداً في الأسابيع الأخيرة إذ تعمّد تفخيخ وتلغيم قرى وبلدات في جنوب لبنان، وقد نفّذ حتى الآن نحو 20 عملية تفجير وتلغيم.
ضحيتان على الاقل في كلّ غارة
قتلت إسرائيل وجرحت نحو 17,153 شخصاً منذ بدء عدوانها على لبنان وحتى 9 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي. ما يعني أن إسرائيل قتلت و/أو جرحت شخصين على الاقل في كلّ اعتداء نفّذته ضدّ لبنان.
علماً أن النسبة الأكبر من الشهداء والجرحى سجّلت منذ منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، إذ قتلت إسرائيل 2,527 شخصاً في 55 يوماً بالمقارنة مع 1,191 شهيداً في خلال حرب 2006 التي استمرّت 33 يوماً، كما جرحت 11,960 شخصاً من حينها بالمقارنة مع 4,409 جرحى في حرب 2026.
الأيام الأكثر دموية
يعتبر يوم 23 أيلول/سبتمبر 2024 الأكثر دموية في هذا الحرب، وفي جميع الحروب والصراعات التي حصلت في القرن الواحد والعشرين بحسب الشبكة الدولية للأسلحة المتفجّرة. فقد قتلت إسرائيل في هذا اليوم نحو 558 شخصاً في مئات الغارات التي شنّتها على أكثر من 40 قرية وبلدة ومدينة لبنانية، وقد أصيب جراء هذه الغارات نحو 1,835 شخصاً. أما 29 أيلول/سبتمبر الماضي فيعتبر اليوم الثاني الأكثر دموية من العدوان الإسرائيلي على لبنان، إذ قتلت إسرائيل نحو 105 أشخاص في ذلك اليوم من ضمنهم 32 شخصاً في غارة نفّذتها على عين الدلب في صيدا، كما جرحت نحو 359 شخصاً. أما اليوم الثالث الأكثر دموية فهو الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2024. قتلت إسرائيل في ذلك اليوم نحو 95 شخصاً في سلسلة من الغارات التي نفّذتها على قرى جنوبية.
تعتبر ليلة اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله من ضمن الأيام الخمس الأكثر دموية في هذه الحرب، فقد قتلت إسرائيل في تلك الليلة نحو 92 شخصاً. أما اليوم الخامس الأكثر دموية في الحرب فهو 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فقد قتلت إسرائيل في ذلك اليوم 82 شخصاً من ضمنهم 56 في بعلبك.
26,7% من الشهداء والجرحى نساء وأطفال
بحلول 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، كانت إسرائيل قد قتلت 192 طفلاً و614 إمرأة. كما تسبّب بحرج 1,255 طفلاً و2,522 إمرأة غيرهم، وهو ما مجموعة 4,583 ضحية من الأطفال والنساء من أصل 17,153 ضحية. ففي كلّ يوم من الحرب، كانت إسرائيل تقتل أو تجرح ما لا يقل عن 12 طفلاً وامرأة.
457 شهيداً وجريحاً من المسعفين
بالإضافة إلى الأطفال والنساء، شكّل المسعفون هدفاً للغارات والاعتداءات الإسرائيلية. وبحلول 9 تشرين الثاني/نوفمبر، كانت إسرائيل قد قتلت 178 مسعفاً وعاملاً في المجال الطبي، وتسبّبت بإصابة 279 آخرين.
تعمّدت إسرائيل، استهداف سيارات الإسعاف في خلال تنقّلها لإسعاف الجرحى والشهداء بحجة أنها تنقل أسلحة للمقاومين، كما شنّت 50 اعتداءً على مستشفيات و80 اعتداءً على مراكز صحية أو على مواقع قريبة منها. وبالنتيجة، أدّت الغارات الإسرائيلية إلى تدمير 246 سيارة إسعاف، وإغلاق 8 مستشفيات بالكامل و7 بشكل جزئي.
أكثر من 1,5 مليون نازح
تسبّب العدوان الإسرائيلي بنزوح ما لا يقل عن 1,5 مليون شخص في لبنان. أكثر من 875 ألف منهم هم نازحون داخليون ويعيشون في مراكز إيواء (190,035 نازح)، أو لدى أقارب لهم أو في بيوت استأجروها في مناطق نزوحهم، فيما خرجت النسبة الباقية من لبنان براً عبر سوريا، ومن ضمنهم أكثر من 198 ألف لبناني وأكثر من 372 ألف سورياً، فضلاً عن نحو 1,758 شخص سافروا بالبحر بحسب البيانات المتداولة حتى 9 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أو جواً عبر مطار بيروت الدولي إلى دول أجنبية أخرى، وقد بلغ عدد هؤلاء نحو 110 آلاف شخص حتى 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.