إعلان حرب أميركي على لبنان
أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اتفق مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، في محادثة بينهما أمس الإثنين، «على ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية على امتداد الحدود لضمان عدم تمكّن حزب الله اللبناني من شنّ هجمات على غرار هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر على البلدات الشمالية في إسرائيل». وهذا يعدّ إعلان حرب علني ورسمي من جانب الولايات المتحدة الأميركية ضد لبنان.
في الواقع، تشارك الولايات المتحدة مباشرة، ومن دون أي مواربة، في حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل في غزّة ولبنان. ليس بالدعم والتسليح والمعلومات الاستخبارية والتكنولوجيا العسكرية والإرهاب فحسب، بل باستخدام أصولها الحربية واستقدام أصول إضافية إلى المنطقة كجزء من ترسانة هذه الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الإثنين إن الولايات المتحدة سول ترسل بضعة آلاف من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط لمساعدة اسرائيل في حربها. وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ إن القوات الإضافية تشمل أسراباً من طائرات إف-15 إي سترايك إيغل، وإف-16، وإيه-10، وإف-22 المقاتلة، والأفراد اللازمين لدعمها. وكان وزير الدفاع الأميركي قد أصدر يوم الأحد توجيهاته لمجموعة حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لينكولن بالبقاء في المنطقة التي تسيطر عليها القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط. كما أعلن مواصلة مجموعة حاملة الطائرات الأميركية واسب العمل في شرق البحر الأبيض المتوسط.
الأصول العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط
وفق موقع Stars and Stripes المعتمد من البنتاغون، تنشر الولايات المتّحدة الأميركية، في العادة، نحو 34 ألف جندي أميركي في القيادة المركزية الأميركية، التي تغطي منطقة الشرق الأوسط بالكامل. وقد ارتفع عديد هذه القوات في الأشهر الأولى من الحرب على غزّة إلى نحو 40 ألف جندي مع إرسال سفن وطائرات إضافية. وقبل أسابيع عدة، ارتفع العديد إلى نحو 50 ألف جندي عندما أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حاملتي طائرات والسفن الحربية المُرافقة لهما بالبقاء في المنطقة مع تصعيد الحرب على لبنان. والآن تعلن وزارة الدفاع الأميركية أنها سوف ترسل المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط، ولم تقدم أي تفاصيل عن نشرها قوات إضافية في قبرص، التي لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات عن لبنان وفلسطين المحتلة.
تتوزّع السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية في مختلف أنحاء المنطقة، من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى خليج عمان، كما تتمركز الطائرات المقاتلة التابعة للقوّات الجوّية والبحرية في مواقع إستراتيجية عدّة. ومن الصعب إحصاء عدد القواعد العسكرية العلنية والسرّية التي زرعها الجيش الأميركي وجيوش الحلفاء في «الناتو» في الشرق الأوسط.
انتشار القوات البحرية
توجد حالياً حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لينكولن ومدمّراتها الثلاث في خليج عمان، في حين توجد مدمّرتان تابعتان للبحرية الأميركية في البحر الأحمر. وكانت الغوّاصة الصاروخية الموجّهة يو إس إس جورجيا، التي أمر أوستن بإرسالها إلى المنطقة الشهر الماضي، في البحر الأحمر ولا تزال في القيادة المركزية الأميركية، لكن المسؤولين رفضوا تحديد مكانها.
وتوجد ست سفن حربية أميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك سفينة الهجوم البرمائية يو إس إس واسب وعلى متنها الوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرون. كما توجد ثلاث مدمّرات تابعة للبحرية الأميركية في تلك المنطقة. وتم نقل نحو نصف دزينة من طائرات F/A-18 المقاتلة من حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن إلى قاعدة برّية في المنطقة. ورفض المسؤولون تحديد المكان.
وتوجد حاملة طائرات، هي يو إس إس هاري إس ترومان، إلى جانب مدمّرتين وطراد، في المحيط الأطلسي متجهة شرقاً. وسوف تصل إلى المنطقة الأوروبية في غضون أيام قليلة، وقد تتجه إلى البحر الأبيض المتوسط.
القوات الجوية
أرسلت القوات الجوية الأميركية سرباً إضافياً من مقاتلات إف-22 المتقدّمة الشهر الماضي، ما يرفع إجمالي عدد أسراب المقاتلات في الشرق الأوسط إلى أربعة. وتشمل هذه القوة أيضاً سرباً من طائرات الهجوم الأرضي من طراز A-10 Thunderbolt II وطائرات F-15E Strike Eagles وطائرات F-16 المقاتلة. ولم تحدّد القوات الجوّية البلدان التي تعمل منها هذه الطائرات. إن إضافة طائرات إف-22 المقاتلة تمنح القوات الأميركية طائرة يصعب اكتشافها، وهي مزوّدة بمجموعة متطوّرة من أجهزة الاستشعار لقمع الدفاعات الجوّية وتنفيذ الهجمات الإلكترونية. كما يمكن لطائرة إف-22 أن تعمل كـ«قائد» لتنظيم الطائرات الحربية الأخرى في العملية. لكن الولايات المتحدة أظهرت أيضاً في شباط/ فبراير أنها ليست مضطرة إلى وجود طائرات متمركزة في الشرق الأوسط لمهاجمة الأهداف. ففي ذلك الشهر، انطلقت قاذفتان من طراز B-1 من قاعدة دايس الجوية في تكساس وحلّقتا لأكثر من 30 ساعة في مهمة ذهاباً وإياباً ضربتا خلالها 85 هدفاً لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي في العراق وسوريا ردّاً على هجوم شنّته المقاومة على قاعدة عسكرية أميركية على الحدود الأردنية السورية أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الجيش الأميركي.