Preview Hawaii Military Base

الجامعات الأميركية التي تخرّج المقاتلين الحربيين

دعا طلابٌ في مختلف أنحاء الولايات المتحدة جامعاتِهم إلى الكشف عن شركات الأسلحة التي لها صلات مع إسرائيل في حملتها على غزّة وإلى سحب استثماراتها منها. وفي حين رصد باحثون وصحافيون صلات بين مؤسسات أكاديمية وشركات أسلحة أميركية، من المهم أن نشير إلى أن العلاقات بين الجامعات والجيش الأميركي لا يتوسّطها القطاع الصناعي للشركات على الدوام.1  ترتبط الجامعات الأميركية والجيش الأميركي بشكل مباشر وتنظيمي، كما يتضح مما تسميه وزارة الدفاع «المراكز البحثية الجامعية». فهذه الأخيرة هي برامج استراتيجية أنشأتها وزارة الدفاع في 15 جامعة مختلفة في أنحاء البلاد كافة لرعاية البحث والتطوير في ما يسميه البنتاغون «القدرات الهندسية والتكنولوجية الأساسية».2  وتعمل هذه المراكز، التي أنشأها وكيل وزارة الدفاع في شؤون البحث والهندسة في العام 1996، كمنظّماتٍ بحثية غير ربحية في جامعات معيّنة تهدف إلى ضمان توفّر هذه القدرات عند طلب وكالاتها العسكرية. وعلى الرغم من وجود تاريخ طويل من التعاون العلمي والهندسي بين الجامعات والحكومة الأميركية يعود إلى الحرب العالمية الثانية، تكشف المراكز البحثية الجامعية عن مدى اتساع وعمق المجمّع العسكري-الجامعي اليوم، وتوضح كيف ينبثقُ إنتاج المعرفة العسكرية من داخل الأكاديمية ومن دون تدخل الشركات. وتوضح هذه المراكز واحداً من السبل الأقل وضوحاً، لكنها أساسية، التي تعمل بها هذه المؤسّسات الطالبية على إدامة دورة الحروب التي تقودها الولايات المتحدة وتبني بها إمبراطوريتها. 

كانت جامعة جنوب كاليفورنيا (USC) واحدة من أبرز الجامعات التي شهدت احتجاجات طالبية ضد حملة إسرائيل في غزة، إذ طالب الطلاب جامعتهم «بالإفصاح الكامل عن تمويلاتها وتبرعاتها وسحبها من الشركات والمؤسسات التي تجني أرباحاً من الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة الجماعية والاحتلال في فلسطين، بما في ذلك الجيش الأميركي وتصنيع الأسلحة».3  ويصادفُ أيضاً أن جامعة جنوب كاليفورنيا هي موطن لواحد من 15 مركزاً من المراكز البحثية الجامعية في البلاد، هو معهد التكنولوجيا الإبداعية (ICT) الذي يصف نفسه بأنه «مستشار موثوق لوزارة الدفاع».4  لم يرد ذكر معهد التكنولوجيا الإبداعية في بيان الطلاب، لكنّ المعهد - ومراكز بحثية جامعية أخرى - واحد من الأجزاء الكثيرة المتحرّكة في آلة الحرب الأميركية التي تعشعش في مؤسّسات التعليم العالي، وهي مظهر من مظاهر «التوسّع التدرّجي» لمهمة البنتاغون التي تشمل الفنون فضلاً عن العلوم.5

الجدير بالملاحظة أن المهام التي كُلّفَ بها معهد التكنولوجيا الإبداعية في تطوير تكنولوجيات ذات استخدام مزدوج (تدّعي أنها توفر «حلولاً» على مستوى المجتمع ككل) تستلزم تنشئة ما يشير إليه المعهد بأنّه «مقاتلين حربيين» في ميادين قتال المستقبل، وتعمل بذلك على زيادة «فَتْك» هؤلاء المقاتلين الحربيين.6  وينتج البحث الأساسي والتطبيقي في معهد التكنولوجيا الإبداعية، الذي أنشأته وزارة الدفاع في العام 1999 لمتابعة أنواع متقدّمة من النمذجة والمحاكاة والتدريب، نماذجَ أولية وتقنيات ومعارف نُشرت لدى الجيش الأميركي والبحرية وسلاح مشاة البحرية. ومن البشر الافتراضيين الذين يقودهم الذكاء الاصطناعي الذين نُشروا لتعليم مهارات القيادة العسكرية، إلى التصوّر المكاني ثلاثي الأبعاد المستقبلي، والتقاط التضاريس لإعداد هذه الوكالات العسكرية لبيئاتها العملياتية، يتخصّص معهد التكنولوجيا الإبداعي في برامج تدريب انغماسية خاصة بـ «بروفة المهمة»، فضلاً عن إنتاج أدوات تساهم في الابتكارات الرقمية في الصناعة العالمية للحرب.7  ولقد استخدمت القوات الأميركية تكنولوجيات وبرامج طوّرها معهد التكنولوجيا الإبداعية في الحرب العالمية التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب. ومن بين هذه برنامج «UrbanSim»، وهو تطبيق تدريب افتراضي بدأ في العام 2006 وصُمّم لتحسين مهارات قادة الجيش في إجراء عمليات مكافحة التمرّد في العراق وأفغانستان، وذلك من خلال تقديم سيناريوهات خيالية عبر تجربة ألعاب.8  ومن بين كل ما يتعلق بإعداد المقاتل الحربي الذي يبحث فيه معهد جامعة جنوب كاليفورنيا ويطوّره ويضع نماذج أولية له وينشره، يفاخر معهد التكنولوجيا الإبداعية بتوليد أكثر من ألفي منشور أكاديمي محكَّم.

من المعقول أن نسأل: ما الفرق بين أكاديمية ويست بوينت العسكرية وجامعة جنوب كاليفورنيا، وهي جامعة مدنية كما يُفترض؟ يبدو أن الإجابة ليست اختلافاً في النوع، بل في الدرجة. والواقع أن الجامعات التي تضم المراكز البحثية الجامعية تبدو وكأنها أكاديميات عسكرية حقيقية

وقعتُ على عمل معهد التكنولوجيا الإبداعية في خلال إجرائي بحثاً أنثروبولوجياً عن العلاقة بين الجيش الأميركي وصناعة الترفيه الإعلامي في لوس أنجلوس.9  لا يقع المعهد في الحرم الجامعي الرئيس في يونيفرسيتي بارك، بل على الساحل، في بلايا فيستا، إلى جانب مكاتب غوغل وهُولو. وعلى الرغم من أن المعهد يبعد حوالي 30 دقيقة بالسيارة من الحرم الجامعي الرئيس لجامعة جنوب كاليفورنيا، فإن هذا المركز من مراكز الفتك القتالي الحربي الأميركي أصبح ممكناً بفضل التعاون متعدّد التخصّصات مع ما كان يسمى آنذاك مدرسة السينما والتلفزيون ومدرسة أننبرغ للاتصالات، ولا يزال راسخاً في داخل النظام البيئي الأكاديمي لجامعة جنوب كاليفورنيا، إذ صُنّف كوحدة في مدرسة فيتربي للهندسة، الموجودة داخل الحرم الجامعي الرئيس.10  ونظراً إلى حضور المراكز البحثية الجامعية ونفوذها في الجامعات الأميركية، من المعقول أن نسأل: ما الفرق بين أكاديمية ويست بوينت العسكرية وجامعة جنوب كاليفورنيا، وهي جامعة مدنية كما يُفترض؟ يبدو أن الإجابة ليست اختلافاً في النوع، بل في الدرجة. والواقع أن الجامعات التي تضم المراكز البحثية الجامعية تبدو وكأنها أكاديميات عسكرية حقيقية.

ما المراكز البحثية الجامعية؟

تشبه المراكزُ البحثية الجامعية المراكزَ البحثية المموّلة من الحكومة الفيدرالية مثل مؤسّسة راند؛ ولكن، يتعيّن على المراكز البحثية الجامعية أن تقعَ في داخل جامعة، قد تكون عامة أو خاصة.11  ووجود هذه المراكز ليس معلومة سرّية، لكن أهدافها ومشاريعها وثمارها قد لا تكون واضحة تماماً للهيئات الطالبية أو مجتمعات الجامعات التي توجد في وسطها، وهنالك مستويات مختلفة من الشفافية فيما بينها بشأن تمويلها. وتتلقى المراكز البحثية الجامعية المرتبطة بوزارة الدفاع «تمويلاً وحيد المصدر، يتجاوز، في المتوسط، 6 ملايين دولار سنوياً»، وقد تتلقى تمويلاً آخر علاوةً على التمويل من راعيها العسكري أو الفيدرالي الأساس، وقد يختلف أيضاً بين المراكز البحثية الجامعية الخمسة عشر.12  وفي العام 2021، تراوح التمويل من المصادر الفيدرالية للمراكز البحثية الجامعية «بين 831 مليون دولار لمختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جونز هوبكنز إلى 5 ملايين دولار للكشف الجيوفيزيائي عن الانتشار النووي في جامعة ألاسكا».13  تُنشأ المراكز البحثية الفردية الجامعية بشكل عام بعد أن يبدأ وكيل وزارة الدفاع للأبحاث والهندسة عملية اختيار الراعي المقترح، وعادة ما يراجعها الراعي الأساسي كل 5 سنوات لتجديد العقود.14  وقد نشأ بعض المراكز البحثية الجامعية، مثل مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جونز هوبكنز ومختبر الأبحاث التطبيقية في جامعة تكساس في أوستن، في خلال الحرب العالمية الثانية لأغراض الحرب، لكنها صُنِّفت كمراكز بحثية جامعية في العام 1996، وهو العام الذي رسّمت فيه وزارة الدفاع هذه المرتبة.15

يُفترض بالمراكز البحثية الجامعية أن توفّر للوكالة الراعية لها، وفي نهاية المطاف لوزارة الدفاع الأميركية، إمكان الوصول إلى ما تعتبره «كفاءات أساسية»، مثل تطوير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لأنظمة تكنولوجيا النانو الخاصة بـ«حراك الجندي في ساحة المعركة»، وتطوير أنظمة الحرب المضادّة للغوّاصات والصواريخ الباليستية والموجّهة في جامعة جونز هوبكنز.16  ومن الجدير بالملاحظة أن المراكز البحثية التابعة للجامعات مكلفة بالحفاظ على علاقة وثيقة ودائمة مع راعيها العسكري أو الفيدرالي، مثل علاقة معهد التكنولوجيا الإبداعية في الجيش الأميركي. وتهدف هذه العلاقات الوثيقة إلى أن تسهّل على المراكز البحثية الجامعية «المعرفة العميقة باحتياجات الوكالة البحثية... والوصول إلى المعلومات الحسّاسة، والقدرة على الاستجابة السريعة لمجالات البحث الناشئة».17  وتعني مثل هذه الشراكة الحميمة بين مؤسّسات التعليم العالي وهذه الوكالات أن الخط الفاصل بين البحث الأكاديمي والبحث العسكري أصبح (أكثر) ضبابية. ومع تعدّد التخصّصات بين الباحثين ودمج طلاب الدكتوراه (وحتى المتدربين الجامعيين) في عمليات مركز بحثي جامعي مثل معهد التكنولوجيا الإبداعية التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا، يغدو السؤال عمّا إذا كانت احتياجات وزارة الدفاع تحظى بالأولوية على احتياجات معهد مدني للتعليم العالي، كما يُزعم، غير ذي جدوى عملياً: إذ يجري تطبيع التشابك من خلال منطق أمنٍ قومي.

الجامعات الأميركية التي تُنتج مقاتلين

نظرة أقرب

ينفرد المركز البحثي التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا عن غيره من المراكز البحثية الأخرى التابعة للجامعات في أنّه، منذ إنشائه، استهدف بشكل صريح الموارد الفنية والمدفوعة بالإنسانيات في الجامعة. ولقد افتُتح معهد التكنولوجيا الإبداعية بالقرب من مطار لوس أنجلوس الدولي، في مارينا ديل راي، بمنحة قدرها 45 مليون دولار، وكُلِّف بتطوير مجموعة من التقنيات الانغماسية. ووفقاً لوزارة الدفاع، فإن الكفاءات الأساسية التي يقدّمها معهد التكنولوجيا الإبداعية تشمل الانغماس، وتوليد السيناريوهات، والرسومات الحاسوبية، ونظرية الترفيه، وتقنيات المحاكاة. ولقد سُعي وراء هذه الكفاءات حين قرّرت وزارة الدفاع أنها بحاجة إلى إنشاء بيئات تعليمية أكثر إقناعاً بصرياً وسردياً وتفاعلية لجيل الألعاب.18  واختارت وزارة الدفاع جامعة جنوب كاليفورنيا ليس بسبب عمل الجامعة في العلوم والهندسة فحسب، بل بسبب ارتباطاتها الوثيقة بصناعة الترفيه الإعلامي أيضاً التي ترعاها جامعة جنوب كاليفورنيا من خلال مدرسة الفنون السينمائية الشهيرة (سابقاً مدرسة السينما والتلفزيون)، وبالتالي توفير النفاذ العسكري إلى مجموعة واسعة من مواهب سرد القصص، من كتابة السيناريو إلى الرسوم المتحرّكة. وفي وقت لاحق، انتقل معهد التكنولوجيا الإبداعية إلى بلايا فيستا القريبة، وهي جزء من شاطئ السيليكون، حيث ازداد الحضور العسكري أيضاً؛ وبحلول نيسان/أبريل 2016، افتُتح مختبر أبحاث الجيش الأميركي في الغرب بجوار معهد التكنولوجيا الإبداعية كشريك تعاوني آخر، ما أدى إلى مزيد من دمج الجامعة في العمل العسكري.19  وتؤدي هذه الشراكة بين الجامعة والجيش إلى «نماذج أولية تنتقل بنجاح إلى أيدي المقاتلين الحربيين»؛ ومن هنا اعتبار المراكز البحثية الجامعية مثل معهد التكنولوجيا الإبداعية حلقة وصل بالغة الأهمية في ما تسمّيه طالبة الدراسات العليا إيزابيل كاين من مجموعة باحثين ضد الحرب «سلسلة التوريد العسكرية».20

روِّج لجامعة جنوب كاليفورنيا أحدُ مؤسّسي معهد التكنولوجيا الإبداعية، في روايته لقصة أصل المعهد، باعتبارها «أرضاً محايدة» يمكن للجيش الأميركي من خلالها المساعدة في ابتكار التدريب العسكري.21  ومع ذلك، تتخلّى الجامعات عن أي تظاهر بالحياد بمجرّد تعيينها كمراكز بحثية جامعية، كما أكّد المعارضون في جامعة هاواي في مانوا حين خُصّ مركز بحثي برعاية البحرية الأميركية بحرمهم الجامعي في العام 2004. أعرب أعضاء هيئة التدريس والطلاب وأعضاء المجتمع في جامعة هاواي في مانوا مراراً وتكراراً عن مخاوفهم بشأن أخلاقيات البحث العسكري الذي يجري في حرمهم الجامعي، بما في ذلك التهديد بإلغاء «حقوق الباحثين في رفض توجيهات البحرية».22  ولقد أقيم المركز البحثي المقترح في جامعة هاواي في مانوا في سياق مقاومة مجتمع الجامعة للإمبريالية والعسكرة الأميركيتين اللتين ألحقتا عنفاً بنيوياً بشعب هاواي وأرضه ومياهه، من استعمار عنيف إلى اختبار عسكري في العام 1967 لغاز السارين القاتل في غابة محمية.23  تعمل هاواي كقاعدة للقيادة العسكرية الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث «الحروب المستقبلية قيد التطوير»، كما يؤكد البروفيسور كايل كاجيهيرو من جامعة هاواي مانوا.24

أعرب أعضاء هيئة التدريس والطلاب وأعضاء المجتمع في جامعة هاواي في مانوا مراراً وتكراراً عن مخاوفهم بشأن أخلاقيات البحث العسكري الذي يجري في حرمهم الجامعي، بما في ذلك التهديد بإلغاء «حقوق الباحثين في رفض توجيهات البحرية»

في مقال كتبه في صحيفة مانوا ناو عن مشروع المركز البحثي الجامعي المقترح في العام 2005، أبدى ليو أزومبوجا رأيه قائلاً: «يبدو الأمر أشبه بانتحارٍ أيديولوجي أن يُسمح للبحرية بالاستقرار في الحرم الجامعي، لا سيما البحرية الأميركية».25  وباعتبارها لاعباً رئيساً في قيادة المحيطين الهندي والهادئ، لطالما كانت للبحرية الأميركية علاقة متوترة مع سكان هاواي الأصليين، وكان آخرها تسرب الوقود في العام 2021 من منشأة الوقود التابعة للبحرية في ريد هيل، ما أدى إلى مستويات لتلوّث المياه أشارت إليها وزارة الصحة في ولاية هاواي على أنها «كارثة إنسانية وبيئية».26  وكشفت إفادات المحكمة منذ ذلك الحين أن البحرية كانت على علم بتسرّب الوقود إلى مياه الشرب ولكنها انتظرت أكثر من أسبوع لإبلاغ الجمهور، حتى حين أصاب المرض البشر، الأمر الذي يجعل معارضة مشروع المركز البحثي الجامعي المقترح غير مفاجئة، إن لم تكن ضرورية.27  كما ألحق تفجير القنابل واختبارات السونار التي تحدث في المناورات الحربية الدولية التي تستضيفها البحرية الأميركية في هاواي منذ العام 1971 كلّ سنتين أضراراً بالحياة البحرية الثمينة والنظم البيئية المقدّسة ثقافياً، إذ تتسبّب اختبارات السونار في «سباحة الحيتان لمئات الأميال، وتغيير عمقها بسرعة (ما يؤدّي أحياناً إلى نزيف من العينين والأذنين)، بل وتوجهها إلى الشاطئ للابتعاد عن أصوات السونار».28  في هذا السياق، كانت إحدى الكفاءات الأساسية المقترحة للمركز البحثي الجامعي هي «فهم بيئة المحيط».29

في منشور وزّعته منظّمة «دي إم زي هاواي»، دعا منظّمو جامعة هاواي مانوا الجامعات إلى خدمة المجتمع، و«عدم استخدام الجيش لتعزيز أهداف حربه أو لإتقان طرائق قتل البشر أو السيطرة عليهم».30  واستذكر المحتجّون الجهود المبذولة في العقود السابقة في الحرم الجامعي الأميركي لإحباط تعدّيات الأبحاث العسكرية، وأثاروا تساؤلات عن مساءلة المركز البحثي لجامعة هاواي وشفافيته في ما يتعلّق بإنتاج الأسلحة ضمن مجتمع جامعة هاواي. ولقد دعت الخطة الاستراتيجية لجامعة هاواي في مانوا، في خلال الفترة التي اقتُرح فيها المركز البحثي لجامعة هاواي التابع للبحرية ونُفِّذ (2002-2010)، إلى الاعتراف «بمسؤوليتنا عن تكريم السكان الأصليين في هاواي وتعزيز العدالة الاجتماعية حيالهم واستعادة مجرى نهر مانوا والنظام البيئي الخاص به وإدارته»؛ وهي الأولويات التي تجاهلتها أفعال البحرية الأميركية.31  إن إنتاج المعرفة المتعلقة بالأسلحة البحرية برعاية هذه المؤسسة العامة التي تمنح الأرض يعطّل أي ادعاء للحياد قد تدعيه الجامعة.

عبّر مجتمع جامعة هاواي مانوا عن مزيد من المقاومة إزاء تخصيص هذه الجامعة بمركز بحثي: فمن 28 نيسان/أبريل إلى 4 أيار/مايو 2005، نظّم تحالف (SaveUH/StopUARC) اعتصاماً احتجاجياً في الحرم الجامعي لمدة 6 أيام، وفي وقت لاحق من ذلك العام، صوّت مجلس شيوخ هيئة التدريس في جامعة هاواي مانوا بأغلبية 31 صوتاً مقابل 18 لصالح مطالبة الإدارة برفض تخصيص الجامعة بمركز بحثي.32  ووفقاً لبيان رسمي أصدرته جامعة هاواي مانوا في 23 كانون الثاني/يناير 2006، في اجتماع مجتمع الجامعة مع مجلس أمناء جامعة هاواي في العام 2006، كان عدد شهادات المعارضين لتخصيص الجامعة بمركز بحثي أكبر من عدد المؤيدين الذين أعربوا، بما يعكس الانعطافة النيوليبرالية للجامعات، عن أملهم في أن تتقدّم قدرتهم التنافسية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) مع تخصيص الجامعة بالمركز البحثي، وأن يستفيد من ذلك ترتيب الجامعة بين الجامعات.33  ومع ذلك، في العام 2007، أوضح كاجيهيرو في مقال كتبه في «دي إم زي هاواي» أنه في حين ادعت إدارة جامعة هاواي أن المركز البحثي الجامعي المقترح لن يقبل أي بحثٍ سرّي في السنوات الثلاث الأولى، «فإن العقد الأساسي يخصّص تصنيفاً على مستوى سرّي للمنشأة بأكملها، ما يجعل نشر أي معلومات خاضعاً لموافقة البحرية»، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن الحرية الأكاديمية، على الرغم من الدعاية الطنّانة للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والترتيب.34  ومع ذلك، لم تنجح حملة المقاومة في الحرم الجامعي، وفي أيلول/سبتمبر 2007، وافق مجلس أمناء جامعة هاواي على تخصيص البحرية للجامعة بالمركز البحثي لجامعة هاواي. وبحلول العام 2008، افتُتح مختبر الأبحاث التطبيقية برعاية البحرية الأميركية في جامعة هاواي مانوا.

«الوضع العسكري الطبيعي»

يطرح تبرير جامعة هاواي مانوا للمقاومة السؤال التالي: كيف يمكن لهذه الجامعة، بل لأي جامعة، أن تفرض هذه القوة العسكرية على مجتمعها؟ هل الجامعات المدنية في الولايات المتحدة مجرد وهم، وسيلة حرفٌ للتعليم عن مساره وجعله في خدمة الإمبراطورية؟ يساعد ما أطلقت عليه الأنثروبولوجيّة كاثرين لوتز في العام 2009 روحية «الوضع العسكري الطبيعي» في الثقافة الأميركية إزاء حروبها المضادة للتمرّد في العراق وأفغانستان - وهو المنظور البديهي، بل الركيك، إلى حتمية الحروب الأميركية التي لا نهاية لها والذي تنشره المؤسسات الأميركية، لا سيما وسائل الإعلام السائدة - في تفسير الموقف إزاء هذا الاستحواذ الرسمي لوزارة الدفاع على الجامعة.35  لقد اخترق التمويل الدفاعي الجامعات لعقود، لكن المراكز البحثية الجامعية تُديم «الوضع العسكري الاعتيادي» من خلال السماح للبنتاغون بإقحام نفسه عبر المراكز والمعاهد البحثية، تحت اسم الابتكار (الذي يبدو محايداً من وجهة نظر أخلاقية)، في جزءٍ من إطار نيوليبرالي أوسع حيث تغدو الجامعات «محركاتٍ» و«محاور»، أو مؤسسات «مراسٍ» تتيح «استغلال» مختلف أشكال رأس المال في التنمية الإقليمية بطرق غالباً ما تفلت من التدقيق أو النقد المستمر.36  ويُحقَّق هذا التطبيع في بعض الحالات لأن المراكز البحثية الجامعية مثل معهد التكنولوجيا الإبداعية تسعى إلى تلبية الاحتياجات المدنية والعسكرية على السواء باستخدام تكنولوجيات وأدوات ذات استخدام مزدوج. بيد أن إنشاء الولايات المتحدة لدولة الأمن القومي في العام 1947 وسعيها نحو النزعة القومية التقنية منذ الحرب الباردة يجعل المراكز البحثية الجامعية قنواتٍ مباشرة لتكريس الإمبراطورية الأميركية. ويجري صبّ بعض البرامج التعليمية العسكرية الافتراضية رفيعة المستوى التي طُوّرت في معهد التكنولوجيا الإبداعية في جامعة جنوب كاليفورنيا، مثل بيئة التدريب الانغماسية للقادة الناشئين (ELITE) التي توفر تجربة تأدية أدوار انغماسية لتدريب قادة الجيش على مختلف المواقف الميدانية، في مؤسسات تعليمية عسكرية بحتة صراحةً مثل مدرسة ضباط الجيش الحربي37 .

كيف يمكن لأي جامعة، أن تفرض هذه القوة العسكرية على مجتمعها؟ هل الجامعات المدنية في الولايات المتحدة مجرد وهم، وسيلة حرفٌ للتعليم عن مساره وجعله في خدمة الإمبراطورية؟

يولّد الوضع العسكري الطبيعي شعوراً بالحياد الأخلاقي، بل وحتى التفوق الأخلاقي. ومنطق الوضع العسكري الطبيعي، وتوفير التعليم والتدريب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لا سيما من خلال توفير فرص التدريب الجامعي وتدريب الخريجين، وبالطبع التمويل، لا يبرّر إقامة المراكز البحثية الجامعية فحسب، بل يمدحه ويجلّه أيضاً. ويفاخر المركز الخامس عشر والأحدث الذي أُنشئ مؤخراً في جامعة هوارد في العام 2023 - وهو أول تخصيص من هذا القبيل لإحدى الكليات والجامعات السوداء تاريخياً (HBCUs) - بإدراج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.38  إذ يتلقّى المركز البحثي التابع لجامعة هوارد، بالشراكة مع سلاح الجو الأميركي، عقداً لمدة 5 سنوات بقيمة 90 مليون دولار لإجراء أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطوير تكنولوجيا الاستقلال التكتيكي. ويقود معهد أبحاث الاستقلال التكتيكي (RITA) التابع له اتحاداً من 8 كليات وجامعات سوداء تاريخياً أخرى. وكما هي الحال مع جامعة هاواي، يروّج المركز البحثي التابع لها لمزايا العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إذ يجري توسيع نطاق معهد أبحاث الاستقلال التكتيكي بطرق أخرى: يخطّط المعهد لتعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للطلاب حتى الصف الثاني عشر «لتيسير طريقهم نحو مهنةٍ في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والاستقلال التكتيكي والتعلم الآلي»، مشيراً إلى أن الطلاب الجامعيين والخرّيجين سيكونون قادرين أيضاً على متابعة فرص البحث المموّلة بالكامل في المركز البحثي التابع للجامعة. ومع تحويل الجامعات إلى شركات، تعطي السياسات النيوليبرالية الأولوية للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لأسباب عملية، بما في ذلك السعي وراء تصنيف رفيع للجامعة وزيادة تمويلها من الشركات والحكومات. وهذا يتلاءم جيداً مع زيادة الروابط مع قطاع الدفاع الذي يقدّم رأس المال والوظائف والتكنولوجيا والوقار. وفي معرض نقدها الدور الرئيس الذي تؤديه جامعة هوارد لصالح وزارة الدفاع من خلال المركز البحثي الجديد التابع لها، تستشهد إيريكا كاينز في تقرير الأجندة السوداء بـ «إرث المقاومة السوداء» في جامعة هوارد في دعوة للحد من «استخدام الدولة للجامعات والكليات السوداء تاريخياً».39  وفي رد آخر على المركز البحثي التابع لجامعة هوارد، تستعين افتتاحية أخرى في تقرير الأجندة السوداء بالسيرة الذاتية للناشط كوامي توري (ستوكلي كارمايكل) في مناقشة مفيدة عن نهجه المعارض للتدريب والتعليم العسكري المطلوب في جامعة هوارد في خلال فترة وجوده هناك.40

تقدّم الجامعات، بفضل احترامها ومواردها، عبر المراكز البحثية التابعة لها، غطاءً أيديولوجياً لصناعة الحرب الأميركية وأفعالها الإمبريالية، مضحيّةً بعمل الطلاب على المستوى الجامعي والدراسات العليا خدمةً لهذا الغطاء. وحين يُشار إلى ما يقرب من 800 قاعدة عسكرية أميركية في جميع أنحاء العالم كدليل على الإمبراطورية الأميركية، وحين تطلب وزارة الدفاع أن تُدمجَ مرافق البحث داخل أماكن التعليم العالي، من المنطقي أن نتوقع أن تطرح مجتمعات الجامعات - المؤسسات المدنية كما يُزعم - أسئلة عن أهداف المراكز البحثية الجامعية وعملياتها، وكيف تقدم الدعم المادي والثقل المؤسسي لهذه الوكالات العسكرية والفيدرالية.41  ففي حالة جامعة جنوب كاليفورنيا، يتعارض الهدف المعلن لمعهد التكنولوجيا الإبداعية، أي تعزيز قدرة المقاتل الحربي على القتل، مع جهود طلاب جامعة جنوب كاليفورنيا الحالية الرامية إلى خلق ظروف أكثر إنصافاً في الحرم الجامعي وضمن مجتمعها الأوسع (على سبيل المثال، الدعوات لإنهاء «الاستيلاء على الأراضي»، و«القمع والمضايقة الذين يستهدفان الطلاب السود والسمر والفلسطينيين وحلفائهم في داخل الحرم الجامعي وخارجه») فضلاً عن تخفيف أضرار مؤسسية أخرى.42  بل إن «برنامجاً فرعياً في مقاومة الإبادة الجماعية» - هو البرنامج الذي تتبناه أسنا تَبَسُّم، الطالبة المتفوقة المنبوذة في جامعة جنوب كاليفورنيا - يقوم أيضاً بدور غطاء فحسب، وواجهة، إلى جانب ابتكارات جامعة جنوب كاليفورنيا في زيادة قدرة المقاتل الحربي على القتل.

تقدّم الجامعات، بفضل احترامها ومواردها، عبر المراكز البحثية التابعة لها، غطاءً أيديولوجياً لصناعة الحرب الأميركية وأفعالها الإمبريالية، مضحيّةً بعمل الطلاب على المستوى الجامعي والدراسات العليا خدمةً لهذا الغطاء

يرغب كثير من الطلاب والأعضاء في المجتمع الأميركي في فهم شامل للأمر، كما يتضح من الاحتجاجات والمخيّمات على مدى البلاد، وتتزايد الضغوط من داخل الأكاديمية لفحص سلسلة التوريد العسكرية. وعلاوةً على أعضاء منظمة باحثين ضد الحرب الذين ينتقدون الأبحاث المُعسْكرة التي تزدهر في جامعات الولايات المتحدة، اقترحت مجموعة هوبكنز للعدالة في جامعة جونز هوبكنز مؤخراً على اللجنة الاستشارية لاستثمارات المصلحة العامة في جامعتها عملية نزع للعسكرة، أشارت فيها إلى المركز البحثي التابع للجامعة، ومختبر الفيزياء التطبيقية، باعتبارهما «المصدر الوحيد» لتمويل وزارة الدفاع لتطوير واختبار أسراب المسيّرات المقادة بالذكاء الاصطناعي ضد الفلسطينيين في العام 2021.43  وفي الوقت نفسه، في جامعة هاواي مانوا، يستمر النضال: في شباط/فبراير 2024، وافق مجلس شيوخ الطلاب الجامعيين المنتسبين على قرار يطلب من مجلس أمناء الجامعة إنهاء عقد المركز البحثي التابع لجامعة هاواي مانوا، مشيرين إلى أن رئيس جامعة هاواي مانوا نفسه هو الباحث الرئيس في مركز حاسوب عالي الأداء بقيمة 75 مليون دولار لمختبر أبحاث سلاح الجو الأميركي الذي تعاقد معه المركز البحثي التابع للجامعة، مختبر الأبحاث التطبيقية.44  ويساعد تنظيم «باحثون ضد الحرب»، ومقترح مجموعة هوبكنز للعدالة الجماعية، وطلاب جامعة هاواي في مانوا الشجعان وغيرهم في الحدّ من تدفقات المعرفة المعسكرة؛ المعرفة التي تطورها المراكز البحثية التابعة للجامعات لتقوية مقاتلي الحرب من داخل جامعات الولايات المتحدة، عبر وزارة الدفاع، وإلى أجزاء مختلفة من العالم.45

نُشِر هذا المقال في Monthly Review في الأول من أيلول/سبتمبر 2024، وتُرجِم إلى العربية ونُشِر في موقع «صفر» بموافقة مسبقة من الجهة الناشرة. 

  • 1Jake Alimahomed-Wilson et al., “Boeing University: How the California State University Became Complicit in Palestinian Genocide,” Mondoweiss, May 20, 2024; Brian Osgood, “U.S. University Ties to Weapons Contractors Under Scrutiny Amid War in Gaza,” Al Jazeera, May 13, 2024.
  • 2 “Collaborate with Us: University Affiliated Research Center,” DevCom Army Research Laboratory, arl.devcom.army.mil.
  • 3USC Divest From Death Coalition, “Divest From Death USC News Release,” April 24, 2024.
  • 4USC Institute for Creative Technologies, “ICT Overview Video,” YouTube, 2:52, December 12, 2023.
  • 5Gordon Adams and Shoon Murray, Mission Creep: The Militarization of U.S. Foreign Policy? (Washington DC: Georgetown University Press, 2014).
  • 6USC Institute for Creative Technologies, “ICT Overview Video”; USC Institute for Creative Technologies, Historical Achievements: 1999–2019 (Los Angeles: University of Southern California, May 2021), ict.usc.edu.
  • 7Yuval Abraham, “‘Lavender’: The AI Machine Directing Israel’s Bombing Spree in Gaza,” +972 Magazine.
  • 8“UrbanSim,” USC Institute for Creative Technologies.
  • 9Sylvia J. Martin, “Imagineering Empire: How Hollywood and the U.S. National Security State ‘Operationalize Narrative,'” Media, Culture & Society 42, no. 3 (April 2020): 398–413.
  • 10Paul Rosenbloom, “Writing the Original UARC Proposal,” USC Institute for Creative Technologies, March 11, 2024.
  • 11Susannah V. Howieson, Christopher T. Clavin, and Elaine M. Sedenberg, “Federal Security Laboratory Governance Panels: Observations and Recommendations,” Institute for Defense Analyses—Science and Technology Policy Institute, Alexandria, Virginia, 2013, 4.
  • 12OSD Studies and Federally Funded Research and Development Centers Management Office (FFRDC), Engagement Guide: Department of Defense University Affiliated Research Centers (UARCs) (Alexandria, Virginia: OSD Studies and FFRDC Management Office, April 2013), 5.
  • 13Christopher V. Pece, “Federal Funding to University Affiliated Research Centers Totaled $1.5 Billion in FY 2021,” National Center for Science and Engineering Statistics, National Science Foundation, 2024, ncses.nsf.gov.
  • 14“UARC Customer Funding Guide,” USC Institute for Creative Technologies, March 13, 2024.
  • 15“Federally Funded Research and Development Centers (FFRDC) and University Affiliated Research Centers (UARC),” Department of Defense Research and Engineering Enterprise, rt.cto.mil.
  • 16OSD Studies and FFRDC Management Office, Engagement Guide.
  • 17Congressional Research Service, “Federally Funded Research and Development Centers (FFDRCs): Background and Issues for Congress,” April 3, 2020, 5 * Sources: Joan Fuller, “Strategic Outreach—University Affiliated Research Centers,” Office of the Under Secretary of Defense (Research and Engineering), June 2021, 4; C. Todd Lopez, “Howard University Will Be Lead Institution for New Research Center,” U.S. Department of Defense News, January 23, 2023.
  • 18OSD Studies and FFRDC Management Office, Engagement Guide, 18.
  • 19“Institute for Creative Technologies (ICT),” USC Military and Veterans Initiatives, military.usc.edu.
  • 20USC Institute for Creative Technologies, Historical Achievements: 1999–2019, 2; Linda Dayan, “‘Starve the War Machine’: Workers at UC Santa Cruz Strike in Solidarity with Pro-Palestinian Protesters,” Haaretz, May 21, 2024.
  • 21Richard David Lindholm, That’s a 40 Share!: An Insider Reveals the Origins of Many Classic TV Shows and How Television Has Evolved and Really Works (Pennsauken, New Jersey: Book Baby, 2022).
  • 22Leo Azambuja, “Faculty Senate Vote Opposing UARC Preserves Freedom,” Mānoa Now, November 30, 2005.
  • 23Deployment Health Support Directorate, “Fact Sheet: Deseret Test Center, Red Oak, Phase I,” Office of the Assistant Secretary of the Defense (Health Affairs), health.mil.
  • 24Ray Levy Uyeda, “U.S. Military Activity in Hawai’i Harms the Environment and Erodes Native Sovereignty,” Prism Reports, July 26, 2022.
  • 25Azambuja, “Faculty Senate Vote Opposing UARC Preserves Freedom.”
  • 26Kyle Kajihiro, “The Militarizing of Hawai’i: Occupation, Accommodation, Resistance,” in Asian Settler Colonialism, Jonathon Y. Okamura and Candace Fujikane, eds. (Honolulu: University of Hawai’i Press, 2008), 170–94; “Hearings Officer’s Proposed Decision and Order, Findings of Fact, and Conclusions of Law,” Department of Health, State of Hawai‘i vs. United States Department of the Navy, no. 21-UST-EA-02 (December 27, 2021).
  • 27Christina Jedra, “Red Hill Depositions Reveal More Details About What the Navy Knew About Spill,” Honolulu Civil Beat, May 31, 2023.
  • 28“Does Military Sonar Kill Marine Wildlife?,” Scientific American, June 10, 2009.
  • 29Joan Fuller, “Strategic Outreach—University Affiliated Research Centers,” Office of the Under Secretary of Defense (Research and Engineering), June 2021, 4.
  • 30DMZ Hawai‘i, “Save Our University, Stop UARC,” dmzhawaii.org.
  • 31University of Hawai’i at Mānoa, Strategic Plan 2002–2010: Defining Our Destiny, 8–9.
  • 32Craig Gima, “UH to Sign Off on Navy Center,” Star Bulletin, May 13, 2008.
  • 33University of Hawai’i at Mānoa, “Advocates and Opponents of the Proposed UARC Contract Present Their Case to the UH Board of Regents,” press release, January 23, 2006.
  • 34Kyle Kajihiro, “The Secret and Scandalous Origins of the UARC,” DMZ Hawai‘i, September 23, 2007.
  • 35Catherine Lutz, “The Military Normal,” in The Counter-Counterinsurgency Manual, or Notes on Demilitarizing American Society, The Network of Concerned Anthropologists, ed. (Chicago: Prickly Paradigm Press, 2009).
  • 36Anne-Laure Fayard and Martina Mendola, “The 3-Stage Process That Makes Universities Prime Innovators,” Harvard Business Review, April 19, 2024; Paul Garton, “Types of Anchor Institution Initiatives: An Overview of University Urban Development Literature,” Metropolitan Universities 32, no. 2 (2021): 85–105.
  • 37Randall Hill, “ICT Origin Story: How We Built the Holodeck,” Institute for Creative Technologies, February 9, 2024.
  • 38Brittany Bailer, “Howard University Awarded $90 Million Contract by Air Force, DoD to Establish First-Ever University Affiliated Research Center Led by an HCBU,” The Dig, January 24, 2023, thedig.howard.edu.
  • 39Erica Caines, “Black University, White Power: Howard University Covers for U.S. Imperialism,” Black Agenda Report, February 1, 2023.
  • 40Editors, “Howard University: Every Black Thing and Its Opposite, Kwame Ture,” The Black Agenda Review (Black Agenda Report), February 1, 2023.
  • 41David Vine, Base Nation: How U.S. Military Bases Abroad Harm America and the World (New York: Metropolitan Books, 2015).
  • 42USC Divest from Death Coalition, “Divest From Death USC News Release”; “USC Renames VKC, Implements Preliminary Anti-Racism Actions,” Daily Trojan, June 11, 2020.
  • 43Hopkins Justice Collective, “PIIAC Proposal,” May 4, 2024.
  • 44Bronson Azama to bor.testimony@hawaii.edu, “Testimony for 2/15/24,” February 15, 2024, University of Hawai’i; “UH Awarded Maui High Performance Computer Center Contract Valued up to $75 Million,” UH Communications, May 1, 2020.
  • 45Isabel Kain and Becker Sharif, “How UC Researchers Began Saying No to Military Work,” Labor Notes, May 17, 2024.