من صوّت لترامب؟
فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية بحفاظه على قاعدته الانتخابية الأساسية وتوسيع ائتلافه ليشمل الكثير من المجموعات التي كانت تقليدياً جزءاً من القاعدة الديمقراطية. هذا ما يبيّنه استطلاع أجرته وكالة «أسوشيتد بريس» لأكثر من 120 ألف ناخب على مستوى الولايات المتحدة.
حصل ترامب على حصّة صغيرة ولكنها مهمّة من الناخبين السود واللاتينيين، وحقّق مكاسب ضيّقة بين النساء. وبينما كان ترامب ينتزع بعضاً من ناخبي الائتلاف الديمقراطي، لم تتمكّن كامالا هاريس من تحقيق مكاسب كافية تضمن لها الفوز. وبالنتيجة، نجح ترامب في الحفاظ على قاعدته التقليدية من الناخبين البيض الأكبر سنّاً وسكان الأرياف والأقل تعليماً، ووسّع هامشه قليلاً مع مجموعات أخرى ولا سيما في الشرائح العمرية الشابة والمهاجرين.
كتلة الناخبين البيض تتمسّك بالمحافظين الجمهوريين
تشكّل معظم ناخبي ترامب من البيض، وهو اتجاه مستمرّ منذ العام 2020. أكثر من 8 من كلّ 10 ناخبين صوّتوا لترامب في هذه الانتخابات كانوا من البيض، وهو ما يتماشى تقريباً مع نتائج العام 2020. في المقابل، شكّل البيض حوالي ثلثي الناخبين الذين صوّتوا لهاريس، وهذا يتطابق مع النتائج التي حقّقها الديمقراطيون في الانتخابات السابقة التي فاز فيها جو بايدن.
يشكّل الناخبون البيض جزءاً وازناً من الكتلة الناخبة في الولايات المتّحدة، ولم يغيّروا كثيراً توجهاتهم الانتخابية على المستوى الوطني مقارنة بالعام 2020. والواقع أن غالبية الناخبين البيض أدلت بأصواتها لصالح ترامب، وهو ما لم يتغيّر عن انتخابات العام 2020 التي خسرها الأخير بفارق ضئيل. في المقابل، أيّد حوالي 4 من كلّ 10 ناخبين بيض هاريس، وهو ما يتوافق مع النتائج التي حقّقها بايدن في انتخابات العام 2020.
ويتبيّن أن الناخبين البيض هم أكثر ميلًا لدعم ترامب على هاريس وبايدن في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، على الرغم من أن ترامب خسر تلك الولايات في العام 2020.
ترامب يخترق كتلة الناخبين السود برجالها الأصغر سناً
تمكّن ترامب من تحسين نتائجه ضمن كتلة الناخبين السود، إذ ارتفعت حصّته بينهم قليلاً، مدفوعة إلى حدّ كبير بتصويت الرجال السود الأصغر سناً له. لقد تمكّن ترامب من تحقيق تقدّم طفيف بين الناخبين السود على المستوى الوطني، بمعدّل 1 من كلّ 10 ناخبين سود في جميع أنحاء البلاد. في المقابل، حصلت هاريس على أصوات 8 من كلّ 10 ناخبين سود بانخفاض عن 9 من كل 10 حصل على أصواتهم بايدن في الانتخابات الرئاسية الماضية.
والواقع أن ترامب ضاعف حصته من أصوات الشباب السود. لقد صوّت حوالي 3 من كلّ 10 رجال سود تحت سن 45 عاماً لصالح ترامب، وهو ما يقرب من ضعف العدد الذي حصل عليه في العام 2020.
ترامب يحقّق تقدّما طفيفاً بين الناخبين اللاتينيين
في هذه الانتخابات، حصل ترامب على تأييد عدد أكبر من الناخبين من أصل لاتيني بالمقارنة مع ما حصل عليه في العام 2020. وفي حين فازت هاريس بأصوات 5 من كلّ 10 ناخبين من أصل لاتيني، إلا أن ذلك يقلّ قليلاً عن النتائج التي حقّقها بايدن في الانتخابات السابقة حين حصل على أصوات حوالي 6 من كل 10 ناخبين من أصل لاتيني.
زيادة في تأييد النساء
استفاد ترامب من زيادة في تأييد النساء له. صحيح أن هاريس حصلت على الحصة الأكبر من أصوات النساء بنسبة 53% في مقابل 46%لترامب، إلا أن هذا الهامش البالغ 7% لصالح هاريس هو أصغر من الهامش بين بايدن وترامب في انتخابات العام 2020 الذين بلغ 12%، إذ فاز بايدن بنسبة 55% من أصوات النساء، في مقابل 43% لترامب. علماً أن دعم النساء البيض بقي ثابتاً لترامب وقد أيّدته أكثر من نصفهن بقليل كما في العام 2020.
ثبات بين كبار السن واختراق للشباب
حافظ ترامب على قاعدته الناخبة بين كبار السن فيما نجح في اختراق الكتلة الشابة. في الانتخابات الراهنة حصل ترامب على أصوات 5 من كلّ 10ناخبين تقلّ أعمارهم عن 29 عاماً، بالمقارنة مع 4 من كلّ 10 ناخبين في الانتخابات السابقة، فيما خسر الديمقراطيون جزءاً من ناخبيهم في هذه الشريحة العمرية، إذ تراجع حصتهم من 6 لكل 10 ناخبين حصل عليهم بايدن في الانتخابات السابقة إلى 5 من كل 10 ناخبين في هذه الشريحة العمرية حصلت هاريس على أصواتهم.
تقدّم طفيف بين سكان المدن والأرياف
أما فيما يتعلّق بتوزع الناخبين بحسب إقامتهم في المدن والضواحي والأرياف، فقد حافظ ترامب على قاعدته الناخبة وحقّق مكاسب طفيفة بين الشرائح الثلاثة. بالنسبة إلى سكان الأرياف الذين يشكلون قاعدة انتخابية وازنة لصالح ترامب، صوّت 7 من كل 10 ناخبين لترامب بالمقارنة مع 6 من كل 10 ناخبين حصل على أصواتهم في الانتخابات السابقة، بينما حصل الديمقراطيون على أصوات 3 من كل 10 ناخبين منهم في الانتخابات الحالية مقابل 4 في الانتخابات السابقة.
أما بالنسبة إلى المقيمين في المدن الذين غالباً ما يميلون للتصويت إلى الديمقراطيين، فقد تراجعت حصتهم من 7 لكل 10 ناخبي في الانتخابات السابقة إلى 6 من كلّ 10 ناخبين في الانتخابات الحالية. فيما ارتفع حصّة ترامب من 3 إلى 4 من كل 10 ناخبين. وفي الضواحي حيث تقيم الطبقات العاملة فقد بقيت الكفّة ثابتة لصالح الديمقراطيين.