Preview 337 شهيداً وجريحاً بين العاملين الصحّيين في لبنان

327 شهيداً وجريحاً بين العاملين الصحّيين في لبنان

تبنّت إسرائيل علناً الهجمات على الرعاية الصحّية كممارسة عسكرية في الإبادة الجماعية في غزّة في انتهاك فاضح لكل القوانين الدولية. ويبدو أنها تستخدم هذه الممارسة من بين تكتيكات أخرى في لبنان الآن.

337 شهيداً وجريحاً بين العاملين الصحّيين في لبنان

102 شهيداً و225 جريحاً

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قتلت إسرائيل 102 عاملاً في القطاع الصحّي أثناء تأدية واجبهم الإنساني والمهني بحسب وزارة الصحّة العامة اللبنانية، وتسبّبت غاراتها العنيفة في إصابة 225 آخرين. 

يقول وزير الصحة العامة فراس الأبيض إن «استهداف العاملين في القطاع الطبي يتزايد يومياً». ففي الأيام الثلاثة الأخيرة من الحرب، استشهد أكثر من 40 عاملاً في سيارات الإسعاف والإطفاء. وقد وصل عدد المسعفين الشهداء إلى 97 شهيداً فيما أصيب 188 آخرين. واستشهد ممرضين اثنين في الاعتداءات الإسرائيلية وأصيب 11 آخرين أثناء تأدية واجبهم الإنساني. 

استهداف 45 مركزاً صحياً و9 مستشفيات 

لا تقتصر الهمجية الإسرائيلية على استهداف الطاقم الطبّي، بل تطال المستشفيات والمراكز الصحية في مسعى لإعاقة عمليات الإنقاذ وتعظيم الخسائر البشرية. منذ بدء الحرب تضرّرت 9 مستشفيات واثنتان منهما خرجتا من الخدمة، كما تضرّر 45 مركزاً صحياً من أصل 317 مركزاً، و40 منهم خرجوا من الخدمة. 

أما المستشفيات المتضرّرة التي أعلنت عنها وزارة الصحة فهي ميس الجبل التي سقط فيها شهيد و7 جرحى، وكذلك مستشفى تبنين الحكومي التي أصيب فيها 3 عاملين بجروح، ومستشفى الخروبي التي أصيب فيها 6 عاملين، فضلاً عن مستشفيات المرتضى ودار الأمل الجامعي والعاصي وبهمن وقانا الحكومي التي تعرّضت لأضرار بالغة. فيما تم استهداف مستشفى الزهراء حيث استشهد عامل في القطاع الصحي وأصيب آخر بجروح. 

أيضاً، طالت الاعتداءات الإسرائيلية 9 مراكز للدفاع المدني، ومراكز للجمعيات الصحيّة من ضمنها جمعية عامل الدولية التي استهدف لها 3 مراكز طبية، وكشافة الرسالة الإسلامية (15 مركزاً) والهيئة الصحية الإسلامية (17 مركزاً) وهيئة الإسعاف اللبنانية (مركز واحد).

الاعتداء على 128 سيارة إسعاف وإطفاء 

يقول الأبيض إن «الإعتداءات الإسرائيلية كانت تحصل في بعض المّرات على فرق الإسعاف التي كانت تتوجّه لنقل الجرحى على الرغم من التنسيق مع الصليب الأحمر تحت حجج واهية وكاذبة بوجود أسلحة في السيارات والمستشفيات، وهي حجج وأكاذيب تردّدت في غزة ونسمعها الآن في لبنان». 

في الواقع، تعرّضت سيارات الإسعاف والإطفاء لاستهدافات مباشرة طالت 128 آلية وتسبّبت بسقوط شهداء وجرحى من المسعفين. وبحسب بيانات وزارة الصحة، فقد تعرّضت سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر لاعتداء أدّى إلى جرح ثلاثة مسعفين فيها. كما تم استهداف 6 آليات للمديرية العامة للدفاع المدني، ما أدّى إلى استشهاد 4 عاملين في الدفاع المدني، وإصابة 25 آخرين.

وأيضاً، طالت الاعتداءات الإسرائيلية الآليات التابعة الجمعيات العاملة في مجالات الصحة والاسعاف، ومنها كشافة الرسالة الاسلامية (57 آلية)، الهيئة الصحية الإسلامية (62 آلية)، هيئة الإسعاف اللبنانية (آليتان). 

حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن لبنان قد يواجه نقصاً في الإمدادات الطبية لا سيما في ظل الإغلاق شبه الكامل لمطار بيروت، فيما أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الأربعاء إلى أن «النظام الصحي يعاني من ضغوط هائلة بسبب الغارات الجوية المستمرة»، لا سيما بعد أن شنّت إسرائيل غارات مكثفة في لبنان، أسفر في 10 أيام عن قتل وجرح أشخاص أكثر مما تسبّبت به حرب تموز 2006 التي استمرّت  لنحو 33 يوماً. فكم يصمد القطاع الصحي اللبناني أمام الهمجية الإسرائيلية والاعتداءات المتمادية؟