معاينة 5 معلومات مهمّة لفهم خطر البلاستيك… والرأسمالية

5 معلومات مهمّة لفهم خطر البلاستيك… والرأسمالية

في ظل الرأسمالية، يتحدّد نوع الإنتاج، كميته، المواد المستخدمة، وكمية النفايات الناتجة منه، بناءً على ما هو أكثر ربحية لأصحاب رأس المال، وليس بناءً على ما هو أكثر مراعاة لصحّة الناس والطبيعة. يمثّل ارتفاع إنتاج البلاستيك من الوقود الأحفوري نموذجاً فاقعاً، فهو يعدّ ثاني أكبر تهديد للبيئة بعد التغيّر المناخي، ومع ذلك ترفض الإدارة الأميركية وحكومات الدول النفطية وضع أي قيود على الإنتاج وترفض دعم التحوّل إلى البدائل المتاحة. بدلاً من ذلك، تعمل على نقل مشكلة نفايات البلاستيك إلى دول الجنوب العالمي الفقيرة، تماماً كما تفعل في مجال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ففي العام 2018 وحده، شحنت الولايات المتحدة 1.07 مليون طن من نفاياتها البلاستيكية إلى دول فقيرة تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لإدارة النفايات وإعادة تدويرها. 

5 معلومات مهمّة لفهم خطر البلاستيك… والرأسمالية

فيما يلي 5 حقائق مهمّة لفهم خطر البلاستيك. 

1. 6% من إنتاج النفط السنوي يُستخدم في صناعة البلاستيك

في العام 2022، حدّدت الأمم المتحدة هدفاً يتمثل في وضع معاهدة عالمية للحدّ من البلاستيك بحلول نهاية العام 2024. إلا أن هذا الهدف لم يُحقق أبداً، إذ رفضت الولايات المتحدة، إلى جانب دول نفطية مثل السعودية والإمارات، تقديم أي تنازلات من شأنها الحد من الإنتاج القائم على الوقود الأحفوري. بل جادلت هذه الدول بأن التركيز يجب أن ينصبّ على إدارة النفايات فقط بدلًا من معالجة أصل المشكلة: إنتاج البلاستيك نفسه. 

يُستهلك حوالي 6% من إنتاج النفط السنوي في صناعة البلاستيك. لذا، لا يقتصر دور البلاستيك على توفير مواد تغليف ومواد خفيفة الوزن ومنخفضة التكلفة، ما يزيد من أرباح الشركات، بل يُوفر أيضاً سوقاً أخرى للوقود الأحفوري خارج قطاع الطاقة. ويُعتبر البلاستيك بمثابة «خطة بديلة» لشركات الوقود الأحفوري. ومع تهديد التحوّل إلى الطاقة المتجدّدة لأرباحها، يجري تكثيف إنتاج البلاستيك وتقويض كل محاولة لخفضه واستبداله.

2. كوكا كولا أكبر منتج للنفايات البلاستيكية في العالم

تم تصنيع البلاستيك للمرة الأولى في العام 1907، ولم يتم تصنيعه على نطاق واسع إلا بعد الحرب العالمية الثانية، إذ تم إنتاج 2.2 مليون طن في العام 1950. وشهدت السبعينيات انفجاراً في إنتاج البلاستيك أحادي الاستخدام، إذ ارتفع الإنتاج الإجمالي إلى 407 مليون طن في العام 2015. تعد شركة كوكا كولا أكبر منتج للنفايات البلاستيكية في العالم، وهي تقوم بنقل مشكلة النفايات هذه إلى كل ركن من أركان العالم من خلال منتجاتها. 

3. تلوث البلاستيك ثاني أكبر تهديد لبيئتنا العالمية

وفقاً للأمم المتحدة، يُعدّ تلوث البلاستيك ثاني أكبر تهديد لبيئتنا العالمية بعد تغيّر المناخ. يُنتَج عالمياً 400 مليون طن من البلاستيك الجديد سنوياً، وتشير التوقعات إلى نمو الإنتاج بنسبة 70% بحلول العام 2040. سيستغرق البلاستيك قروناً إلى عشرات الآلاف من السنين ليتحلّل تماماً، وذلك حسب التركيب الكيميائي لكل نوع. فبدلاً من أن يتحلّل البلاستيك كغيره من المواد، مثل المعادن أو الزجاج، فإنه يتحلّل إلى جزيئات مجهرية منتشرة الآن في كل مكان - في الهواء الذي نتنفسه، وفي المطر والثلج، وفي الطعام الذي نتناوله، وفي الماء الذي نشربه، وحتى في الأجنة البشرية. تعمل المواد الكيميائية السامة المستخدمة في البلاستيك كسموم عصبية، وتُسبّب السرطان والعيوب الخلقية، وتُعطّل الهرمونات، وتُسبّب العقم. 

4. 22 طناً من النفايات البلاستيكية يتسرّب إلى المحيطات والبحار كل دقيقة

يتسرّب 22 طناً من النفايات البلاستيكية إلى المحيطات والبحار كل دقيقة! تفتقر الكثير من المناطق النائية والدول الأقل نمواً إلى برامج شاملة لإدارة النفايات، ومع تدفق السلع الاستهلاكية، التي تحتوي عادةً على البلاستيك، ينتهي الأمر بالنفايات إلى الأنهار أثناء هطول الأمطار الغزيرة ثم إلى المحيطات والبحار. ينتشر البلاستيك بشكل كبير في المنتجات التي نستخدمها لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل تجنّبه، من أغلفة الطعام والتغليف إلى الملابس والمركبات والأجهزة الإلكترونية، وحتى كل قطعة منزلية تقريباً، فالبلاستيك موجود في كل مكان. من المتوقع أن يفوق البلاستيك الأسماك في محيطاتنا بحلول العام 2050 إذا استمر الوضع على هذا المنوال. 

5. 10% فقط من البلاستيك أعيد تدويره منذ السبعينيات

في سبعينيات القرن الماضي، استجابةً للحركة البيئية التي طالبت بحلولٍ لمشكلة النفايات والتلوث، وُضعت برامج إعادة التدوير. روّجت الصناعة لإعادة التدوير كوسيلةٍ لتبديد مخاوف الناس المشروعة، لكنها لم تُفصح قط عن القيود الكبيرة لإعادة تدوير البلاستيك. فمنذ ظهور إعادة التدوير، لم يُعاد تدوير سوى 10% من البلاستيك، ويعود ذلك جزئياً إلى الكلفة الاقتصادية لإعادة التدوير. كما أن الخصائص الفريدة لكل بوليمر (مركب كيميائي) بلاستيكي يُستخدم في مختلف المنتجات تتطلّب عملياتٍ مختلفة لإعادة التدوير، والتي غالباً ما تكون أسراراً تجارية، لذا فإن الشركة المنتجة للبوليمر هي وحدها التي تعرف مكوّناته بدقة.

حتى عند إعادة تدوير البلاستيك، فإنه ينتهي به المطاف في بيئتنا بطريقة أو بأخرى. ومن خلال إحدى طرق إعادة التدوير المعروفة باسم «التدوير التنازلي»، يُطحن البلاستيك إلى ألياف دقيقة تُستخدم بعد ذلك في صناعة منتجات أخرى مثل الملابس، والتي عند غسلها في غسالاتنا تُسقط جزيئات بلاستيكية دقيقة في أنظمة المياه لدينا. 35% من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في بيئتنا مصدرها ألياف الملابس الاصطناعية. كما أن عملية التدوير التنازلي هذه تقتصر على دورتين فقط قبل أن تتحلّل المادة المصدرية بشكل كبير بحيث لا يمكن استخدامها في منتجات جديدة. 

تشمل عمليات إعادة التدوير الأخرى ما يُسمى «إعادة التدوير المتقدم» و«إعادة التدوير الكيميائي»، وهما مجرد مصطلحات تجميلية للحرق. اعتباراً من العام 2020، بلغت انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة من إنتاج البلاستيك وحرق نفاياته ما يعادل انبعاثات 500 محطة طاقة كبيرة تعمل بالفحم. 

بتصرّف من تقرير بعنوان «الولايات المتحدة ومنتجو النفط يعرقلون معاهدة لتنظيف العالم من التلوث البلاستيكي» - liberation- 18/08/2025