اللامساواة الرقمية بين الفقراء والأغنياء

زاد عدد مستخدمي الإنترنت في العالم بنحو  1.5 مليار مستخدم بين العامين 2018 و2022 مدفوعاً بتفشّي جائحة كوفيد-19. وعلى الرغم من وصول عدد مستخدمي الإنترنت في العالم إلى 5.3 مليار مستخدم في العام 2022، وهو ما يشكّل ثلثي سكان العالم، لم يلغِ ذلك التفاوت الرقمي الواضح بين الدول الغنية والفقيرة، سواء لناحية إمكانية الوصول إلى الإنترنت وسرعته وكلفته.

2.7 مليار إنسان لم يستخدموا الإنترنت في 2022

في العام 2022، استخدم 92% من سكّان البلدان المرتفعة الدخل الإنترنت، بينما بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت في الشريحة العليا من البلدان المتوسطة الدخل نحو 79%، ونحو 56% في الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل. في حين أن 1 من كل 4 أفراد في البلدان المنخفضة الدخل استخدم الإنترنت في 2022. بالحصيلة، لا يزال 2.7 مليار شخص غير متصلين بالإنترنت على مستوى العالم، معظمهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

تفاوت في سرعة الانترنت

ارتفعت سرعات الإنترنت بشكل لافت منذ بداية تفشي جائحة كورونا في العام 2020، ما أدّى إلى تحسين جودة الخدمة وتعزيز تجربة المستخدم عند استخدام التطبيقات كثيفة البيانات. مع ذلك، ارتفعت السرعة في البلدان المرتفعة الدخل بوتيرة أعلى بكثير بالمقارنة مع البلدان المتوسطة الدخل، في حين انخفضت سرعة الإنترنت في البلدان المنخفضة الدخل. 

كان متوسط ​​نصيب الفرد من استخدام الإنترنت عبر الهواتف المحمولة أعلى بأكثر من 20 مرة في البلدان المرتفعة الدخل منه في البلدان المنخفضة الدخل، فيما كان متوسط ​​نصيب الفرد من استخدام الإنترنت عبر الخطوط الأرضية الثابتة أعلى بأكثر من 1,700 مرة في العام 2022.

البلدان المنخفضة الدخل محرومة من الإنترنت السريع

من المعروف أن اشتراكات الإنترنت عبر الخطوط الأرضية الثابتة توفر القدرة على الحصول على الاتصالات بسرعة عالية، لكن الفجوة في انتشاره بين البلدان الغنية والفقيرة اتسعت بشكل صارخ، لا سيما أن الوباء عزّز انتشاره في البلدان المرتفعة والمتوسطة الدخل، على عكس البلدان المنخفضة الدخل. 

في العام 2022، اشترك 38% من سكان البلدان المرتفعة الدخل في الإنترنت عبر الخطوط الأرضية الثابتة، ونحو 31% من السكان في الشريحة العليا من البلدان المتوسطة الدخل. في حين لم يتجاوز معدل انتشار الإنترنت عبر الخطوط الأرضية الثابتة نسبة 4% من مجمل السكّان في الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل، فيما كانت النسبة شبه معدومة في البلدان المنخفضة الدخل بسبب افتقادها البنية التحتية وارتفاع الأسعار.

فجوة في استخدام الإنترنت عبر الهواتف المحمولة

بلغ عدد مستخدمي الإنترنت عبر الهواتف المحمولة نحو 4.4 مليار مستخدم في العام 2022، وهو ما يمثل نحو ثلاثة أرباع سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً وما فوق. وفي العام 2008، تجاوزت اشتراكات الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، الاشتراكات عبر الخطوط الثابتة، ونمت الأولى بنحو 15 ضعفاً بين العامين 2008 و2022، لتصل إلى 6.9 مليار اشتراك في العام 2022.

وفي حين تزايد انتشار اشتراكات الإنترنت عبر الهواتف المحمولة بسرعات مماثلة في البلدان المرتفعة والمتوسطة الدخل، فشلت البلدان المنخفضة الدخل في مواكبتها. ونتيجة لذلك، اتسعت الفجوة في انتشار الإنترنت عبر الهواتف المحمولة بين البلدان المنخفضة الدخل والبلدان الأخرى منذ العام 2015.

التفاوت في أسعار الإنترنت السريع

بقي السعر الوسطي لأرخص حزمة إنترنت عبر الخطوط الثابتة مستقراً في البلدان المرتفعة والمتوسطة الدخل منذ العام 2020، ثم ارتفع في البلدان المنخفضة الدخل. في العام 2022، كان السعر الوسطي ​​لحزمة الإنترنت السريع عبر الخطوط الثابتة أعلى بنسبة 50% في البلدان المنخفضة الدخل منه في البلدان الأخرى، وهو ما يمثل ما يقرب من ثلث الدخل القومي الإجمالي الشهري للفرد.

تفاوتات مناطقية وعمرية 

ينتشر استخدام الإنترنت بشكل أكبر بين الأفراد المقيمين في المناطق الحضرية من أولئك الذين يقيمون في المناطق الريفية، ولا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وهو ما ينطبق أيضاً على انتشار استخدام الإنترنت بين الشباب والبالغين. أما فيما يتعلّق باستخدام الإنترنت بين الجنسين، فقد سدّت الفجوة إلى حد كبير في البلدان المرتفعة الدخل، ولكنها لا تزال قائمة في الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة ​​الدخل وفي البلدان المنخفضة الدخل.

 التفاوت في استخدام الهواتف الذكية

في العام 2022، تجاوز عدد الهواتف الذكية المستخدمة إجمالي عدد السكان في البلدان المرتفعة الدخل، واقتربت النسبة من 100% في الشريحة العليا من البلدان المتوسطة الدخل. وفي حين نمت عدد الهواتف الذكية المستخدمة والمتصلة بالشبكة بسرعة في الشريحة الدنيا من البلدان ​​المتوسطة الدخل، لا يزال أكثر من 40% من السكان لا يملكون هواتف ذكية. أما انتشار الهواتف الذكية في البلدان المنخفضة الدخل لا يزال محدوداً. 

تعدّ أرخص الهواتف الذكية باهظة الثمن بالنسبة لفئات الدخل المنخفض، وتمثل أسعارها 14% أو أكثر من الدخل السنوي للأشخاص الذين يعيشون على أقل من دولارين في اليوم. وفي حين أن 8% فقط من الاتصالات تتم عبر هواتف محمولة عادية في البلدان المرتفعة الدخل، تقفز النسبة إلى 46% في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.